تعتبر تجربة الحمل من أهم التجارب الحياتيّة التي تمر بها المرأة، والتي تنتقل من خلالها إلى حياة الأمومة التي تتخللها جُملة من التغييرات الجذريّة على كافة الأصعدة الحياتيّة الخاصة بالأم، وترافق مراحل الحمل المختلفة العديد من التقلبات الهرمونيّة، والتغيرات في شكل الجسم وفي الحالة النفسيّة، فضلاً عن ظهور أوجاع عديدة في مناطق مختلفة من الجسم، تنتج عن تقلصات وتشنجات سواء في البطن أو الرحم وغيرها، وتقلبات كبيرة في الحالة المزاجيّة، مما يستدعي الوقوف جدياً على هذه الأوجاع وأسبابها والتمييز بين ما هو طبيعي وروتيني منها وما هو غير مألوف وفيه خطر على حياة الأم، وفيما يلي سنحاول الإجابة عن مدى وجود أوجاع في الثدي خلال مراحل الحمل المختلفة، فضلاً عن تسليط الضوء على أبرز العلامات والأعراض الطبيعيّة التي ترافق الحمل.
ألم الثدي أثناء الحملتعتبر أوجاع وتقلصات الثدي من الحالات الطبيعيّة التي تتعرض لها معظم النساء خلال الحمل، وخاصة في المراحل الأولى منه، أي خلال الأسابيع الثلاثة أو الأربعة الأولى، حيث تكون هذه الأوجاع حادة للغاية ثم تخف تدريجياً مع مرور الوقت، مع العلم أنها لا تزيل تماماً بل تظل مرافقة للحامل طيلة فترة الحمل، ولكن بحدة أقل، حيث تتوزان هرمونات الجسم في المراحل الوسطى من الحمل.
تعود أسباب هذه الأوجاع إلى استعداد الجسم للاستمرار في الحمل وصولاً إلى الولادة وتكوين الحليب في الثدي، حيث ينتج هرمونات الأستروجين والبروجستيرون بصورة أكبر من التي كان ينتجها خلال الدورة الشهريّة، بحيث يزيد حجم الثديين مع زيادة الطبقة الدهنيّة والغدد الحليبيّة، وترافق ذلك زيادة في كميّة إنتاج الدم، ومهما كانت هذه التغيرات مزعجة، إلا أنها أساسيّة لخلق حالة من الجاهزيّة لعمليّة الرضاعة الطبيعيّة بعد الولادة، علماً أنه يمكن تخفيف أوجاع الثدي عن طريق ارتداء حمّالة صدر مريحة وعملية.
أعراض أخرى خلال الحملالمقالات المتعلقة بهل يؤلم الثدي أثناء الحمل